عربي

قمة جدة, فشل على كل الأصعدة

على الرغم من إصدار قمة جدة لبيانها الختامي, إلا أن الإعلام الإماراتي يفضل حتى الآن عدم التعليق رسميا على بنوده في سلوك يظهر انزعاجا مما ورد من توصيات.

و قد تسرّب لرجال الإعلام معلومات تؤكد أن البند المتعلق باليمن قد تم حذف جزء منه والذي تناول ضرورة التمسك بوحدته و هي المسألة التي أثارت سخط الحوثيين الغائبين عن القمة.

فعلى لسان عضو مجلس صنعاء السياسي محمد علي الحوثي فإن صنعاء أعلنت عن موقفها من بيان قمة جدة الذي وصفته  بأنه لا يف بالواقع ولا يسمي الأشياء بمسمياتها.

و إذ أكد البيان على أن “الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا”, فإنه لم يتناول المأساة الإنسانية التي يقع فيها اليمن بسبب اشتداد الصراع على السلطة حيث اتهم الحوثيون في وقت سابق كل من السعودية و الإمارات بتجويع الشعب اليمني.

من جهتها لم تعلق حركة المقاومة الإسلامية حماس رسميا على مخرجات بيان قمة جدة خاصة و أنه تضمن توصية تشير إلى ما أسمته “الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة”,  دون التفرقة بينها و بين حركات التحرر في العالم و على رأسها تلك النشطة على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي لم تنال أي شكل من أشكال التقدير أو الدعم حتى و لو كان معنويا.

كما لم يشر البيان بالتنديد للجهات التي تقف وراء تمويل الميلشيات و على رأسها ميليشيا حفتر المدعومة من السعودية و الإمارات, مشددا  “على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية”, دون الإشارة طبعا لتدخل السعودية و الإمارات أيضا في شؤون دول عديدة كاليمن, ليبيا, لبنان, سوريا و غيرها.

عموما فإن بيان قمة جدة و بالتناقضات العديدة التي يحملها يعبر فعلا عن عمق الخلافات السعودية الإماراتية المرشحة إلى صدام عنيف قد تعرفه ساحات الصراع التي يشاركون فيها و في مقدمتها السودان التي لم تحض أزمتها بالقدر المقبول من العناية مكتفيا بسرد جملة قصيرة تدعوا إلى من وصفتهم بالفرقان إلى الحوار.

كما جاءت دعوة الرئيس الأوكراني للحضور كضيف شرف لتضع السعودية في موقف المساند لزيلينسكي و هي التي حاولت الدخول في فلك روسيا, لتخسر بذلك ثقة بوتين الذي يتجه إلى إبرام اتفاقيات إستراتيجية مع الجزائر كانت الرياض تتمنى الوصول إلى تحقيقها مع موسكو.

و مع انحيار السعودية إلى أوكرانيا فإنها لم تفقد فقط ثقة بوتين و إنما أيضا لم يعد بإمكانها أن تلعب حتى دور الوساطة بين طرفي الصراع, فهل سيؤثر, ما ورد في قمة جدة, من توصيات على مستقبل اتفاق حسن الجوار الذي أبرمته السعودية مع إيران؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مجلة أجانب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading