الحدث

نهاية التحالف الرئاسي؟

في تجمع  حزبي بوهران, ذكّر  السيد عبد القادر بن قرينة بقرار مجلس الشورى لحركة البناء الوطني  القاضي بمساندة الرئيس تبون في الرئاسيات القادمة المزمع تنظيمها يوم 7 سبتمبر القادم.

بن قرينة وفي كلمة إلى مناضلي حركته أوصاهم بالمشاركة في حملة الرئاسيات دون التقدم أو التأخر بخطوة واحدة عن باقي المتحالفين معهم في مشروع مساندة الرئيس تبون لعهدة ثانية, بينما تصريح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني خلال تنشيطه لندوة صحفية الخميس الماضي أشار بصفة غير مباشرة  إلى أن كل المعطيات تؤكد أن زعيم حركة البناء يحاول فعلا تزعم التحالف من خلال التقدم بخطوات كبيرة عن باقي الأحزاب  الأربعة المشكلة له.

أمين عام الحزب العتيد أعاد الحديث عن الوزن السياسي لكل حزب أحزاب التحالف مذكرا أن تشكيلته هي القوة  الأولى في البلاد وأنه قد تم رسم خارطة طريق في مشروع دعم الرئيس يبدوا أن طرف ما لم يحترمها مفضلا خوض المعركة منفردا.

“أن حزبنا  حزب مؤسسات لا حزب التملق ” بهذه العبارة وإن لم يذكر عبد الكريم بن مبارك  بالإسم الجهة المقصودة إلا أن الأكيد أنه كان يوجه سهامه لغريمه في حركة البناء الذي انفرد في اعلان دعمه للرئيس تبون  ضاربا عرض الحائط ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء زعماء الأحزاب الأربع.

من المحتمل جدا  أيضا أن إقدام  بن قرينة على تسريع إعلانه دعم الرئيس قد أوجبته حسابات أخرى دفعته إلى تبني هذا النهج بعيدا عن أي تنسيق مع أحزاب التحالف, فما الذي اضطر زعيم حركة البناء إلى عدم تعديل أجندته السياسية حتى تستجيب إلى بنود اتفاق احزاب التحالف؟

تجدر الإشارة  إلى أن قيادات أحزاب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطنيّ الديمقراطيّ وحركة البناء الوطنيّ وجبهة المستقبل، التي تمثّل الأغلبية في البرلمان  قد اجتمعت يوم الخميس 23 ماي  وقرّرت التوافق على العمل تحت اسم ائتلاف أحزاب الأغلبية من أجل الجزائر، لأجل دعم  الرئيس عبد المجيد تبون لولاية جديدة، رغم أنه لم يُعلن بعد ترشّحه للانتخابات الرئاسيّة التي ستجرى في السابع من سبتمبر المقبل.

التحالف الذي تزامن إعلان تشكله مع الاجتماع التشاوري الذي نظمة الرئيس تبون مع الأحزاب أثار الحديث عن احتمال عودة البلاد إلى الاعتماد على نفس أسلوب حكم الرئيس الراحل الذي استقر على رأس السلطة لأربع عهدات كاملة من خلال الإرتكاز على تحالف رئاسي أيضا.

تصريح الأمين العام لجبهة التحرير هو مؤشر واضح على احتمال انهيار التحالف بسبب  انفراد حركة البناء في حملة انتخابية استباقية دون تنسيق مع باقي أحزاب التحالف بما أعطى الإنطباع على أن السيد بن قرينة هو فعلا من يقود قاطرة دغم الرئيس وهو ما شكل حرجا كبير لباقي الشركاء الأثقل وزنا من حيث التمثيل على مستوى المؤسسات المنتخبة وأثار أيضا  غضب رئيس الجمهورية نفسه حسب ما ورد في مقال لجريدة الخبر.

فهل هي نهاية التحالف قبل بدايته؟

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مجلة أجانب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading