النسخة الفرنسية للصيغة الورقية

PDF
الحدثدولي

أمريكا تنجح في فهم الدور الجزائري

بعد ساعات من اقصاء المغرب من الإجتماع الأطلسي, واشنطن تخطوا خطوة عملاقة باتجاه الجزائر, فهل نجح الرئيس تبون في قلب معادلة العلاقات مع واشنطن لصالح الجزائر؟

بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاستقلال الجزائر، تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسائل تهنئة رسمية من كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبلها من وزير الخارجية الأمريكي، عبّرا فيها عن تقدير بلديهما للعلاقات التي تربطهما بالجزائر، وعن تطلع واشنطن إلى توسيع مجالات التعاون بين البلدين.

في رسالة مطوّلة، أشاد ترامب بما وصفه بـ”الشراكة المستدامة” بين الجزائر والولايات المتحدة، مؤكدًا أن البلدين “يحتفلان بالاستقلال في اليوم نفسه”، وأن هذا الرابط الرمزي يعكس تاريخًا طويلًا من التقارب والتعاون.

“لقد حققنا سويا إنجازات لصالح الاستقرار الإقليمي، ومجهودات في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود”، كتب ترامب، مضيفًا: “نتطلع إلى مواصلة التعاون في مجالات التجارة والتبادل الثقافي لصالح شعبي البلدين”.

أما وزير الخارجية الأمريكي الحالي، فقد وجّه هو الآخر رسالة تهنئة رسمية أعرب فيها عن “خالص التمنيات للشعب الجزائري”، مؤكّدًا أن “الولايات المتحدة تتطلع إلى بناء مستقبل أفضل للجانبين، عبر تعزيز الفرص الاقتصادية وتوسيع التبادلات بين الشعوب”.

وتأتي هذه الرسائل في سياق يراه متابعون ترجمةً لتحوّل تدريجي في نظرة واشنطن للجزائر، خصوصًا، بعد أن  دعا وزير الخارجية الأمريكي الحالي نفسه، في 2022، إلى فرض عقوبات على الجزائر بموجب قانون “كاتسا”، بسبب تعاونها في المجال العسكري مع روسيا، وهو ما أثار حينها موجة استياء داخل الأوساط السياسية الجزائرية.

غير أن التهاني الرسمية الأخيرة لا تُقرأ اليوم كتناقض أو ازدواجية، بل كمؤشر على نجاح الجزائر في فرض موقعها كفاعل مستقل ووازن في المعادلة الإقليمية والدولية.

بهذه الرسائل، تُعيد واشنطن، على ما يبدو، صياغة مقاربتها للعلاقة مع الجزائر، انطلاقًا من الاحترام المتبادل وتقاطعات المصالح، لا من منطق الضغط والإملاءات، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، قائمة على التوازن والتفاهم.

وجاء هذا التقارب بين الجزائر وواشنطن بعد ساعات فقط من إعلان استبعاد المغرب من اجتماع خاص بالبيت الأبيض لعدد من الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، في إطار مبادرة كان المغرب يتوقع أن يكون من أوائل المدعوين إليها. ويعتبر هذا الاستبعاد بمثابة ضربة موجعة للمغرب، يعكس تغيّرات وتوازنات جديدة في السياسة الأمريكية تجاه شمال إفريقيا.

ويؤكد محللون أن واشنطن باتت تدرك أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في استقرار منطقة الساحل وليبيا، وفي التصدي للتحديات الأمنية العابرة للحدود، ناهيك عن مكانتها المتزايدة كمصدر موثوق للطاقة وشريك في الملفات الاستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط.


رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب يهنئ نظيره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال في رسالة هذا نصها:
السيد الرئيس العزيز
باسم الولايات المتحدة الأمريكية أبلغكم تهانيّ الحارة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لليوم الوطني للاستقلال المصادف ل 05 جويلية .
وإذ نحيي معا، الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر ذكرى الاستقلال في اليوم نفسه، نستحضر بهذه المناسبة شراكتنا المستدامة بين أمتينا.
لقد حققنا سويا إنجازات لصالح الاستقرار الإقليمي ومجهودات في مجال مكافحة الإرهاب وأخرى من أجل تأمين الحدود لفائدة أمننا المشترك وعلاقاتنا الاقتصادية.
إن تعاوننا اليوم في مرحلة خلق مستقبل أكثر ضمانا وأكثر ازدهارا للأمريكيين كما للجزائريين.
إننا نطمح في أن تواصل علاقتنا الازدهار وعلى وجه الخصوص في المجالات التجارية والمبادلات الثقافية، إذنستطيع رسم معالم مستقبل أكثر إشعاعا لبلدينا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

‫6 تعليقات

  1. إنشاء الله تكون تمهيد لزيارة ترامب للجزائر حيث مجرد زيارة تعتبر حصن للحدود الجزائرية الملتهبة بالنوايا الخبيثة

  2. و أخيرا أدرك ترامب دور الجزائر ليس بمحض ارادته بل رغما عنه نحن من فرضنا أنفسنا بالأدوار الكثيرة التي نلعبها في مل مكان

  3. مهما كان فإن ترامب لعوب ويستطيع إستغلال الأوضاع المحيطة حوله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى