بقلم خزناجي نواري
في إنجاز دبلوماسي غير مسبوق، فاز الوزير المصري السابق للسياحة والآثار خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح بذلك أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945.
وحصل العناني على 55 صوتًا من أصل 57 خلال عملية التصويت التي جرت مساء أمس، وهو ما وصفته مصادر دبلوماسية في باريس بـ«الاكتساح التاريخي» الذي يعكس حجم التأييد الدولي لمصر داخل أروقة المنظمة.
وجاء هذا الفوز ثمرة حملة دبلوماسية مكثفة قادها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي نجح في حشد دعم واسع من الدول الأعضاء، مستندًا إلى العلاقات المتوازنة التي تربط القاهرة بعدد من العواصم المؤثرة.
ويُعدّ خالد العناني أحد أبرز الأسماء في مجال الآثار والتراث، إذ شغل منصب وزير السياحة والآثار بين عامي 2016 و2022، وأشرف خلال فترة ولايته على مشاريع كبرى مثل المتحف المصري الكبير وافتتاح عدد من المواقع الأثرية بعد ترميمها.
ويرى مراقبون أن هذا الفوز يعزز مكانة مصر الثقافية على الساحة الدولية، ويمثّل تتويجًا لسياسة «القوة الناعمة» التي تتبناها القاهرة في السنوات الأخيرة، في وقت تسعى فيه إلى لعب دور ريادي في ملفات التعليم، والثقافة، والحوار الحضاري.
وأكدت مصادر مصرية أن العناني سيبدأ مهامه رسميًا في مقر المنظمة بباريس خلال الأسابيع المقبلة، خلفًا للمديرة العامة الفرنسية أودري أزولاي، التي انتهت ولايتها الثانية.
ويعتبر هذا التتويج، وفق محللين، نقطة تحول في الحضور العربي داخل المنظمات الدولية، ورسالة بأن مصر استعادت ثقلها التاريخي في المحافل الثقافية العالمية.
